عندما اتخذ ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان زمام التغيير والإصلاح داخل المملكة العربية السعودية، تحركت بوصلة العالم باتجاه هذا الشاب الذي لم يتجاوز الأربعين، ويملك رؤية عميقة من أجل أن تظل بلاده في مقدمة الدول.
ورغم أن المنطقة التي تتواجد فيها المملكة تشهد غليانا وعدم استقرار، إلا أنها استطاعت أن تؤرق أولئك الذين حلموا بالتوسع والهيمنة الطائفية. فظلت المملكة سيفا قاطعا على رقبة الإرهاب بشتى أشكاله وصوره.
ولم تجد فرنسا التي هز مدنها تطاول الإرهاب وهجماته المتكررة، غير أن توطد علاقاتها مع الحليف الإستراتيجي، وأن تراهن على شريكها الأمني والسياسي والاقتصادي في مواجهة التحديات. سواء التحديات المفروضة على المنطقة أو التحديات الدولية التي تستدعي تكتلات إستراتيجية، خيارها البقاء للأقوى.
فالعلاقات السعودية - الفرنسية لا تشوبها شائبة وإن اختلفت في سطحيات الأمور، فإنها تتفق في عمقها، ولا يمكن لأي مشكك أو مشتت أن يؤثر على تلك العلاقات التي تجذرت في التاريخ عبر مرور الزمن.
اليوم، الكثير من الطامعين والحاسدين يريدون لهذه العلاقات أن تتزعزع، فتشكلت اللوبيات المالية والسياسية من لندن إلى باريس إلى طهران إلى واشنطن من أجل سحب هذه العلاقات إلى الهامش، ولكن الزمن أثبت أنه لا يمكن للمملكة أن تفرط في حليف سياسي، ولا يمكن لفرنسا أن تفرط في حليف إستراتيجي وأمني.
وعندما تعود بنا الذاكرة قليلا للوراء، نكتشف كم كان الطامعون والحاسدون سذجا في اعتقادهم أن العلاقة بين البلدين ظرفية ومبنية على مصالح آنية. وكلما ارتفعت جعجعة تريد النيل من هذه العلاقة، كلما جاء صوت الحق، فاصلا.
اعتراف بالدور السعودي
«هذا ما يستدعيه التقليد الدبلوماسي»، عبارة قالها وزير خارجية فرنسا، جان مارك أيرولت، عشية تقليد ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، وسام الشرف الذي درجت عليه التقاليد الفرنسية بمنحه لأحسن قادة العالم، الذين تجمعهم بفرنسا علاقات مميزة وعميقة.
ولأن التقليد جاء اعترافا بالدور السعودي في المنطقة، وفي ترسيخ سياسة السلام والأمن عبر العالم، فقد ارتفعت يومها الأصوات من اليمينيين تشكك في متانة العلاقات الفرنسية السعودية. غير أن وزير الخارجية الفرنسية لجم الألسنة. مؤكدا أن فرنسا تربطها مع المملكة العربية السعودية علاقات وطيدة ومتجذرة عبر التاريخ، وهي ليست وليدة اليوم. ولا عجب في أن تميل سياسة باريس باتجاه سياسة الرياض وتقاسمها الرؤى والخيارات الإستراتيجية في ظل التحالفات والتكتلات التي أصبحت تهيمن على الخارطة الجيوسياسية العالمية.
وتشريف الجمهورية الفرنسية قادة العالم والدول التي تربطها معها علاقات وتقاسمها الرؤى والإستراتيجيات، هو من التقليد الديبلوماسي السائد، ولم يكن تشريف ولي العهد بوسام الشرف وقبله الملك عبدالله ووزير خارجيته آنذاك، إلا تأكيدا على عمق العلاقات السعودية - الفرنسية. وهنا تحضرني رسالة سفير فرنسا في الرياض، برتراند بيسانسينو التي نشرتها مجلة Causette - قبل وصول ولي العهد إلى باريس في زيارة رسمية حيث قال: «استقبال ولي العهد الأمير محمد بن نايف في باريس هو تشريف لنا. وهو مهم لعدة أسباب: أولا تقديرا لدور الشخصية المميزة للأمير في حفظ الأمن بالمنطقة ومكافحة الإرهاب التي تعتبر أولوية وطنية مشتركة، تحتاج إلى مشاركة حيوية تعزز تعاوننا الثنائي من أجل آفاق مدنية وعسكرية، نعتمد فيها كثيرا على حليفنا الدائم في محاربة الإرهاب وإحلال السلام بالمنطقة».
محاربة الإرهاب
ولا أحد ينكر دور المملكة في تقويض تقدم التنظيم الإرهابي في المنطقة ودورها في التحالف الذي يضم 39 بلدا من أجل محاربة الإرهاب سواء في العراق والشام أو في تقويض مطامع الحوثيين في اليمن، حيث يشكل استيلاؤهم على بلد كاليمن خطرا على كل المنطقة الخليجية. كما قال أوليفيه دالاج.
وظلت سياسة فرنسا لسنوات تضع في اعتبارها حقيقة لا مناص منها وهي أن المملكة العربية السعودية مجبولة على خياراتها الإستراتيجية ولا يمكن لقادتها أن يخطئوا التصور والرؤى حول أمن المنطقة، لذلك ظل التعاون مع الأمن
السعودي لتحديد المتشددين أولوية لدى البلدين، وكذا من أجل محاربة التطرف والغلو والإرهاب بكل أشكاله.
وأكد أوليفيه دالاج (المختص في الشؤون الأمنية) في إحدى مداخلاته على قناة فرنسية، أن مساندة السياسة السعودية ودعمها من قبل فرنسا والعكس هو دعم للاستقرار في المنطقة، مضيفا: «الأجهزة الأمنية السعودية لها من الكفاءة والخبرة الفعالة جدا ما يؤهلها لمحاربة الإرهاب وتقويض انتشاره. بدءا من تنظيم القاعدة الذي ضرب قلب العاصمة السعودية الرياض في 2003، ووصولا إلى التنظيمات الإرهابية التي تنشط تحت مسميات عدة اليوم. وقد أثبت الجيش السعودي كفاءته على حدوده في محاربة الشبكات الإرهابية في العراق والشام. ولدى الأجهزة الأمنية السعودية الخبرة والمعلومة التي يفتقدها الجهاز الأمني الفرنسي».
التحديات التي تواجهها المنطقة، تفرض على البلدين تقوية علاقاتهما الثنائية أكثر من أي وقت مضى لربح رهان السلام والأمن الذي أصبح مهددا بالإرهاب العابر للقارات. فالعلاقات السعودية - الفرنسية هي يد تصفع الإرهاب حيثما وجد.
ورغم أن المنطقة التي تتواجد فيها المملكة تشهد غليانا وعدم استقرار، إلا أنها استطاعت أن تؤرق أولئك الذين حلموا بالتوسع والهيمنة الطائفية. فظلت المملكة سيفا قاطعا على رقبة الإرهاب بشتى أشكاله وصوره.
ولم تجد فرنسا التي هز مدنها تطاول الإرهاب وهجماته المتكررة، غير أن توطد علاقاتها مع الحليف الإستراتيجي، وأن تراهن على شريكها الأمني والسياسي والاقتصادي في مواجهة التحديات. سواء التحديات المفروضة على المنطقة أو التحديات الدولية التي تستدعي تكتلات إستراتيجية، خيارها البقاء للأقوى.
فالعلاقات السعودية - الفرنسية لا تشوبها شائبة وإن اختلفت في سطحيات الأمور، فإنها تتفق في عمقها، ولا يمكن لأي مشكك أو مشتت أن يؤثر على تلك العلاقات التي تجذرت في التاريخ عبر مرور الزمن.
اليوم، الكثير من الطامعين والحاسدين يريدون لهذه العلاقات أن تتزعزع، فتشكلت اللوبيات المالية والسياسية من لندن إلى باريس إلى طهران إلى واشنطن من أجل سحب هذه العلاقات إلى الهامش، ولكن الزمن أثبت أنه لا يمكن للمملكة أن تفرط في حليف سياسي، ولا يمكن لفرنسا أن تفرط في حليف إستراتيجي وأمني.
وعندما تعود بنا الذاكرة قليلا للوراء، نكتشف كم كان الطامعون والحاسدون سذجا في اعتقادهم أن العلاقة بين البلدين ظرفية ومبنية على مصالح آنية. وكلما ارتفعت جعجعة تريد النيل من هذه العلاقة، كلما جاء صوت الحق، فاصلا.
اعتراف بالدور السعودي
«هذا ما يستدعيه التقليد الدبلوماسي»، عبارة قالها وزير خارجية فرنسا، جان مارك أيرولت، عشية تقليد ولي العهد، الأمير محمد بن نايف، وسام الشرف الذي درجت عليه التقاليد الفرنسية بمنحه لأحسن قادة العالم، الذين تجمعهم بفرنسا علاقات مميزة وعميقة.
ولأن التقليد جاء اعترافا بالدور السعودي في المنطقة، وفي ترسيخ سياسة السلام والأمن عبر العالم، فقد ارتفعت يومها الأصوات من اليمينيين تشكك في متانة العلاقات الفرنسية السعودية. غير أن وزير الخارجية الفرنسية لجم الألسنة. مؤكدا أن فرنسا تربطها مع المملكة العربية السعودية علاقات وطيدة ومتجذرة عبر التاريخ، وهي ليست وليدة اليوم. ولا عجب في أن تميل سياسة باريس باتجاه سياسة الرياض وتقاسمها الرؤى والخيارات الإستراتيجية في ظل التحالفات والتكتلات التي أصبحت تهيمن على الخارطة الجيوسياسية العالمية.
وتشريف الجمهورية الفرنسية قادة العالم والدول التي تربطها معها علاقات وتقاسمها الرؤى والإستراتيجيات، هو من التقليد الديبلوماسي السائد، ولم يكن تشريف ولي العهد بوسام الشرف وقبله الملك عبدالله ووزير خارجيته آنذاك، إلا تأكيدا على عمق العلاقات السعودية - الفرنسية. وهنا تحضرني رسالة سفير فرنسا في الرياض، برتراند بيسانسينو التي نشرتها مجلة Causette - قبل وصول ولي العهد إلى باريس في زيارة رسمية حيث قال: «استقبال ولي العهد الأمير محمد بن نايف في باريس هو تشريف لنا. وهو مهم لعدة أسباب: أولا تقديرا لدور الشخصية المميزة للأمير في حفظ الأمن بالمنطقة ومكافحة الإرهاب التي تعتبر أولوية وطنية مشتركة، تحتاج إلى مشاركة حيوية تعزز تعاوننا الثنائي من أجل آفاق مدنية وعسكرية، نعتمد فيها كثيرا على حليفنا الدائم في محاربة الإرهاب وإحلال السلام بالمنطقة».
محاربة الإرهاب
ولا أحد ينكر دور المملكة في تقويض تقدم التنظيم الإرهابي في المنطقة ودورها في التحالف الذي يضم 39 بلدا من أجل محاربة الإرهاب سواء في العراق والشام أو في تقويض مطامع الحوثيين في اليمن، حيث يشكل استيلاؤهم على بلد كاليمن خطرا على كل المنطقة الخليجية. كما قال أوليفيه دالاج.
وظلت سياسة فرنسا لسنوات تضع في اعتبارها حقيقة لا مناص منها وهي أن المملكة العربية السعودية مجبولة على خياراتها الإستراتيجية ولا يمكن لقادتها أن يخطئوا التصور والرؤى حول أمن المنطقة، لذلك ظل التعاون مع الأمن
السعودي لتحديد المتشددين أولوية لدى البلدين، وكذا من أجل محاربة التطرف والغلو والإرهاب بكل أشكاله.
وأكد أوليفيه دالاج (المختص في الشؤون الأمنية) في إحدى مداخلاته على قناة فرنسية، أن مساندة السياسة السعودية ودعمها من قبل فرنسا والعكس هو دعم للاستقرار في المنطقة، مضيفا: «الأجهزة الأمنية السعودية لها من الكفاءة والخبرة الفعالة جدا ما يؤهلها لمحاربة الإرهاب وتقويض انتشاره. بدءا من تنظيم القاعدة الذي ضرب قلب العاصمة السعودية الرياض في 2003، ووصولا إلى التنظيمات الإرهابية التي تنشط تحت مسميات عدة اليوم. وقد أثبت الجيش السعودي كفاءته على حدوده في محاربة الشبكات الإرهابية في العراق والشام. ولدى الأجهزة الأمنية السعودية الخبرة والمعلومة التي يفتقدها الجهاز الأمني الفرنسي».
التحديات التي تواجهها المنطقة، تفرض على البلدين تقوية علاقاتهما الثنائية أكثر من أي وقت مضى لربح رهان السلام والأمن الذي أصبح مهددا بالإرهاب العابر للقارات. فالعلاقات السعودية - الفرنسية هي يد تصفع الإرهاب حيثما وجد.